عزة احمد إدارة المنتدى
عدد المساهمات : 580 نقاط : 252539
| موضوع: شبهة: (لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ) الأحد أبريل 17, 2011 2:45 pm | |
| الشبهة يقول الله تعالى :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُم"ْ. الا تدل هذه الآية على عدم وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن هذا الواجب يسقط إذا أدى الإنسان الواجبات التي عليه الجواب: لفضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي هذا الوهم باطل مردود لما يأتي: 1- أن من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لم يهتد، وممن قال بهذا حذيفة وسعيد بن المسيب كما نقله الألوسي عنهما في تفسيره وابن جرير ونقله القرطبي عن سعيد بن المسيب . 2- أن نفس الآية فيها الإشارة إلى أن ذلك فيما إذا بلغ جهده فلم يقبل منه المأمور، فمن العلماء من قال: إِذَا اهْتَدَيْتُمْ أي أمرتم فلم يسمع منكم، ومنهم من قال: يدخل الأمر بالمعروف في المراد بالاهتداء في الآية، وهو ظاهر جدًا، ولا ينبغي العدول عنه لمنصف. 3- أن الله تعالى أقسم أن الإنسان في خسر إلا من استثناه في قوله تعالى: وَالْعَصْرِ إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ فالحق وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فدل ذلك على أن من لم يأمر بالمعروف ولم ينه عن المنكر لم يتواص بالحق ولم يودِّ الواجب، فهو غير مهتدٍ، فيضره ضلال من ضلّ؛ لأنه غير مهتد. 4- أن النصوص دلت على أن الناس تعمهم العقوبة والعذاب إذا لم يأمروا بالمعروف ولم ينهوا عن المنكر كقوله تعالى: (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً) وقوله -عليه الصلاة والسلام-: (إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه) . 5- أن صدِّيق هذه الأمة أبا بكر -رضي الله عنه- دفع هذا الوهم حينما قرأ هذه الآية وأوضح معناها، وبيّن أنها لا تدل على ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فعن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- قال: "يا أيها الناس إنكم تقرءون هذه الآية: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ وإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: إن الناس إذا رأوا الظالـم فلم يأخذوا على يديه أوشـك أن يعمهم الله بعقاب منه رواه أبو داود والترمذي والنسائي بأسانيد صحيحة. وفي رواية لأبي داود سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ما من قوم يُعمل فيهم بالمعاصي يقدرون على أن يغيروا ثم لا يغيروا إلا يوشك أن يعمهم الله بعقاب . وعند النسائي سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: إن القوم إذا رأوا المنكر فلم يغيروه عمهم الله بعقاب . قال ابن النحاس في "تنبيه الغافلين" ص82: ولا نعلم أحدًا من العلماء ذهب إلى أن معنى عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ أنه لا يلزمكم أن تأمروا بمعروف ولا تنهوا عن منكر؛ لأن ضلال غيركم لا يضركم، معاذ الله أن يذهب إلى هذا أحد غير الجهلة العوام الهمج الرعاع أتباع كل ناعق، إذا أمرت أحدهم بمعروف أو نهيته عن منكر قال: قال الله تعالى: عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ فيتأول الآية على غير تأويلها كما قال سيدنا أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-، ويردف إثم المعصية بإثم تفسير القرآن برأيه وهو من الكبائر، وما علم المسكين أن شؤم العاصي وعقوبته في الدنيا والآخرة، تعم المداهن الذي لم ينكر المنكر قطعا. اهـ. وبهذا تتبين الدلالة الواضحة على أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر داخل في قوله تعالى : إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ويؤيده كثرة الآيات والأحاديث الدالة على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي ********* بعض الأدلة من القرآن على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر : { ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون } أل عمران - 104 { والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر } التوبة -71 { لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى إبن مريم ذالك بما عصوا وكانوا يعتدون . كانوا لايتناهون عن منكر فعلوه لبئس ماكانوا يفعلون } المائدة 78-79 { كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر } آل عمران 110 { فلما نسوا ماذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون } الاعراف - 165 { الذين إن مكناهم في الارض وأقامو الصلاة وأتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر } الحج - 41 { لولا ينهاهم الربانيون والاحبار عن قولهم الاثم وأكلهم السحت لبئس ماكانوا يصنعون } المائدة 63 منقول للنفع | |
|