مالذي ابكاك
ايها الكيان المتفرد بالغرور والكبرياء
ايها الجفاء الذي لم تفلح معه محاولات التصحيح والعتب والتعديل ..
يا مقبرة الشوق البريء والعشق العفيف والصداقة الحقيقة والاخوة الجميلة ..
يا كبرياء المشاعر وانفة الشعور
يا سيد الدلال ووليد الغطرسة التي لاترى غيرها سيدا واميرا وذاتا .
مالذي ابكاك
سؤال لم استطع البوح به و لن استطع ..
ارى في عينيك لمعة من الحزن العظيم ..
ومالذي جعله يتعاظم هكذا في قلبك حتى تدافعت من عينيك كل تلك الدموع ..
لتخرج بحرارتها ..تبحث عن الحرية المفقودة ..
مالذي ابكاك..
من هذا الذي هز كيان قلبك واخرج كل تلك الدموع دفعة واحدة
وكنت اراهن نفسي ان الدموع تخاف من عنيك
وأن البراءة امر محال عليك
وان حرارة الدموع تلك ..لن تزاور ابدا خديك
مالذي ابكاك ...
وليس من سمع كمن رأى ..
وقد رأيت تلك الدموع ...تعبر عن ابسط حقوقها..
تخرج في بحث عن الحرية المقيدة ..
تحتضن الصمت وتسند جبينك على ركبتيك
اابكاك الحب ..فقد فشلت في لملمة جراحك منه وهو البريء من كل تهمك ولومك
لانك لم تحسن الاختيار ولم تكن الا فريسة لما افترست به غيرك من تهكم
ومشاعر لم تعرها بالا
اابكتك الصداقة فقد وقعت في مطب الصديق الخائن الذي لم يقدر روابط الصداقة
بينك وبينه وانت من اتقنت فنون الهروب واللا مبالاة في صداقاتك وعلاقاتك ..
اابكتك الاخوة ..حيث لم تجد من يستجب لندائها حولك لانك لم تكن تجيب ندائها ..
اابكيتك انا ..حيث لم تجدني لانني لست موجودا الا في خيالك ..مجرد امل ينصب حبرا على ورق احتجت اليه في وقت لم يعد هو موجودا حولك
مالذي ابكاك وابكى عينيك الطاهرتين البريئتين منك انت !!..
وهل سيريحك ذلك البكاء
وهل ستضمن لك بقاء من تحب!!
ابتسم هنا لعلمي ان الاجابة للاسف لن تريحك ولن تحقق مبتغاك
ولماذا اخترتني انا ..لتجعلني من يشاهد تلك الدموع ..
اهي رسالات عين باكية تبحث عن من يلملم دموعها ..
ام هي وسيلة اعتذار تريد ان تقدمها دون ان تجرح كبريائك بالاعتذار
ام هي تودد واستلطاف صادق بعد ان فشلت في المكابرة والبقاء بعيدا حتى يبادر المبادرون ..
سؤال اخير ابحث عن اجابته قبل الرحيل..
مالذي ابكاك ..
*********************
همسة السطر الاخير..قرات في عينيك مالم تتحدث به شفتاك..لكن فات الاوان
من وحي الخيال